هي وأنا والبحر

هي وأنا والبحر

فيما مضى- وعلى رمل البحر كنا نجلس القرفصاء- نتحدى القدر بالرسم والحديث والكتابة على

تلك الرمال الصامدة منذ خلق ذاك البحر - بينما متاهات تسرح بين عيوننا كنا نراقبها بادوات القبل

و لا نستطيع من لفح النسيم الا ان نهمس في آذان بعضنا عن تورد الوجنات وعن سر هذه الصور-

نبني القلاع من رمال البحر ونختبىء بها من همس البشر – واحيانا نغوص في اعماق البحر

نداعب اسماكه ومرجانه- واحيانا نلهو ونرتفع بموجاته - مرّ عمرنا كدقائق بينما كنا نقضيه

بالساعات ان لم يكن بالأيام تحت الشمس وتحت القمر – بدرا كان ام هلالا لم تكن تعنينا تلك العبر

- وفي لحظة من ظروف الزمن وجدت نفسي وحيدة بين ذلك القدر – كالعادة انتظرتها على طرف

قلعتي علها تخرج منها ونسرح كعادتنا بالمتاهات – فقدتها – لم تأتي بينما كنت منشغلا ببناء معبد من

الرمل – لكني فجأة تذكرت اني امام البحر حيث لم اتذكره طيلة وجودها معي – كنا قد نسيناه – وما

ان رأيته وكأني لأول مرة ارى البحر – واسمع موجاته تتلاطم على الصخر – وارى موجه القادم

من بعيد بعلوه وانخفاضه – وعندما غصت كأني لأول مرة ارى اسماكه ومرجانه – واصبحت ارى

دقائق الزمن كإنها ساعات- ونسيم البحر يلفحني كالعواصف – وفي الفجر غادرته مبتلا من دموع

الندى – تاركا البحر يبكي على اطلالنا ------------

ترقبوا كل قادم وجديد